فضاء حر

الحراك الشمالي يعلن تأييده لمطالب الحراك الجنوبي

يمنات

ينص دستور الجمهورية اليمنية على المساواة بين المواطنين وتكافؤ الفرص، وحيادية الوظيفة العامة وعدم تسخيرها لصالح حزب أو عائلة أو جماعة… إلخ، مع ذلك فقد وظف رئيس النظام العائلي الوظيفة العامة لخدمة مصالحه الشخصية والحزبية، وهذا هو السبب في كل ما عانته اليمن من أزمات خلال العقدين الماضيين، وهو سبب الحراك الجنوبي، والسبب الأول لثورة الحرية والتغيير، التي أشعل شباب اليمن الأطهار شرارتها في الحادي عشر من فبراير 2011، رافعين شعار: "الشعب يريد إسقاط النظام".

الثورة التي تطلع إليها الشعب اليمني بكل فئاته، في الشمال والجنوب، والتي استطاعت خلع رئيس النظام العائلي السابق (علي عبد الله صالح) من منصب رئيس الجمهورية، ما سهل لعبد ربه منصور هادي الوصول إلى منصب رئيس الجمهورية عبر انتخابات توافقيه (بمرشح وحيد) في فبراير 2012.

عقب الانتخابات الرئاسية التوافقية، أعلنت ثلاث مؤسسات (في مارس وإبريل 2012) عن الالتزام بمبدأ تكافؤ الفرص والمواطنة المتساوية في استبدال كبار الموظفين المنتهية مددهم القانونية، هي: وزارة الخارجية، التي قال وزيرها (أبو بكر القربي) أنه تم استدعاء 29 سفيراً يمنياً في الخارج، انتهت فترة عملهم وسيتم تعيين سفراء جدد بدلاً عنهم، وفقاً للشروط التي حددها قانون السلك الدبلوماسي، ووزارة التعليم العالي التي أعلنت عن فتح باب الترشح للتنافس على شغل منصب مستشارين ثقافيين في عدد من الدول، ومجلس الشورى الذي أعلن عن فتح باب الترشح لعضوية الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد. غير أن وزارتي التعليم العالي والخارجية لم تستكملا الإجراءات، أما ثالثة الأثافي فكانت خضوع مجلس الشورى لطلب الرئيس الانتقالي التمديد لأعضاء الهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد حتى نهاية الفترة الانتقالية، الأمر الذي يشير بوضوح إلى استمرار النظام العائلي رغم تغيير رئيسه، وأهم ملامحه: هيمنة السلطة التنفيذية على السلطة التشريعية، وتملك الرئيس للسلطة خلافاً لنص المادة الرابعة من الدستور التي تنص على أن "الشعب مالك السلطة ومصدرها". ما أدى إلى خيبة أمل نشطاء الحراك الجنوبي بثورة الحرية والتغيير، وتعالي الأصوات المطالبة بالانفصال.

في ظل هذا الوضع فإننا نحن الشماليون نعلن عن حراك شمالي يناضل إلى جانب الحراك الجنوبي من أجل استكمال إسقاط النظام العائلي، وبناء نظام جديد يشكل صيغة توفيقية بين نظام الجمهورية العربية اليمنية في الفترة الحمدية (نسبة لإبراهيم الحمدي)، ونظام جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية بصيغته الربيعية (نسبة لسالم ربيع علي). فهذين الزعيمين هما أطهر من تولى السلطة في اليمن.

من حائط الكاتب على الفيس بوك

زر الذهاب إلى الأعلى